يعد السور الذي يحيط بمدينة شيآن القديمة، واحدا من أبرز ملامحها التاريخية، بل ومن أهم معالم الصين الأثرية.. وهو بحق تحفة معمارية بديعة، وقد بدأ تشييده في عصر أسرة تانغ الملكية قبل حوالي ١٤٠٠سنة، لحماية المدينة من الأعداء، ثم أعيد بناؤه، في عصر أسرة مينغ الملكية قبل 600 عام، ويقول المرشدون الأثريون الذين يعملون في المكان، إن السور الحالي يعود إلى تلك الفترة.. وهناك أيضا بعض الأبراج التي أعيد بناؤها حديثا على نفس الطراز وبنفس مواد البناء، بعد أن تهدمت جوانبها وأجزاء منها بفعل الزمن ..وقد بني السور في البداية بالتراب والجير وبعض المواد الأخرى، ثم أحيط بعد ذلك بالطوب والأحجار.. وكان السور قديما يمتد على مسافة تقدر بأكثر من 25 كيلو مترا، تبقى منه الآن حوالي 13.74 كيلو مترا .. ويبلغ أقصى ارتفاعه 18مترا، وعرضه عند قاعدته من ١٥ إلى ١٨ مترا, وعند قمته من ١٢ إلى ١٤ مترا.وبه أربع بوابات رئيسية، وكل بوابة محاطة بثلاثة أبراج حربية .. والسور مزود أيضا بمجموعة من الأبراج، ويفصل بين كل برج والآخر أكثر من 100 متر ..والآن تحتضن الساحات الموجودة داخل بوابات السور الكبرى الرئيسية الكثير من الفعاليات والعروض الثقافية والفنية، التي تحظى بإقبال الصينيين والأجانب..وأجمل بوابات السور وأكثرها بهاء وزينة البوابة الجنوبية، أما أفضل الأوقات لزيارة السور هو المساء، حيث تسطع الأنوار في كل مكان، وتأخذ الأبراج كامل زينتها، وكأنها عرائس من عالم السحر و الخيال، ويمكن للزائرين بعد صعودهم إلى قمة السور أن يركبوا الدراجات الهوائية ويقوموا بالتنزه فوق السور ، ومشاهدة معالم مدينة شيآن التي يحتضنها هذا السور الأثري العريق.